فصل: فوائد لغوية وإعربية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فوائد لغوية وإعربية:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
بصيرة في السؤال:
وهو ما يسأله الإِنسان.
قال الله تعالى: {قال قدْ أُوتِيت سُؤْلك يا مُوسى}.
والسّؤال: استدعاء معرفة أو ما يؤدّى إِلى المعرفة، واستدعاءُ مال، أو ما يؤدّى إِلى المال.
فاستدعاءُ المعرفة جوابُه باللسان، واليدُ خليفة له بالكتابة، أو الإِشارة.
واستدعاءُ المال جوابه باليد، واللسانُ خليفة لها إِمّا بوعد، أو بردٍّ.
تقول: سألته عن الشيء سؤالا، ومسألة.
وقال الأخفش: يقال: خرجنا نسأل عن فلان وبفلان.
وقد تخفّف همزته فيقال سال يسال.
وقرأ أبو جعفر: {سأل سآئِلٌ} بتخفيف الهمزة.
قال:
ومُرهق سال إِمتاعا بأُصْدته ** لم يستعِنْ وحوامِى الموت تغشاه

والأمر منه سلْ بحركة الحرف الثانى من المستقبل، ومن الأوّل اسْأل.
وقوله تعالى: {وسْئلْ منْ أرْسلْنا مِن قبْلِك مِن رُّسُلِنآ}، يقال: إِنّه خوطب به ليلة أُسرى به، فجُمع بينه وبين الأنبياءِ- صولات الله عليهم- فأمّهم، وصلّى بهم، فقيل له: فسلْهُمْ.
وقيل: معناه: سل أُمم منْ أرسلنا، فيكون السّؤال هاهنا على جهة التقرير.
وقيل: الخطاب للنبىّ صلى الله عليه وسلم والمراد به الأُمة، أى وسلوا، كقوله تعالى: {يا أيُّها النّبِيُّ إِذا طلّقْتُمُ}.
وقوله تعالى: {فيوْمئِذٍ لاّ يُسْألُ عن ذنبِهِ إِنسٌ ولا جآنٌّ} أى لا يسأل سؤال استعلام، لكن سؤال تقرير وإِيجاب للحجّة عليهم.
وقوله تعالى: {وعْدا مّسْئُولا} هو قول الملائكة: {ربّنا وأدْخِلْهُمْ جنّاتِ عدْنٍ الّتِي وعدْتّهُمْ} وقوله: {سأل سآئِلٌ بِعذابٍ واقِعٍ} أى دعا داعٍ، يعنى قول نضْر بن الحارث {اللّهُمّ إِن كان هذا هُو الْحقّ مِنْ عِندِك} الآية.
والباءُ في (بعذاب) بمعنى عن، أى عن عذاب.
ورجل سُؤلة- مثال تُؤدة-: كثير السّؤال.
وأسألته سؤْلته ومسألته: أى قضيت حاجته.
وتساءلوا، أى سأل بعضهم بعضا.
وقرأ الكوفيون {تساءلُون} بالتخفيف، والباقون بالتّشديد أى تتساءلون، أى الذي تطلبون به حقوقكم، وهو كقولك، نشدتك بالله أى سألتك بالله.
فإِن قلت: كيف يصحّ أن يقال: السّؤال استدعاء المعرفة، وملعوم أنّ الله تعالى يسأل عبادهُ؟.
قيل: إِنّ ذلك سؤال لتعريف القوم وتبكيتهم، لا لتعريف الله تعالى؛ فإِنّهُ علاّم الغيوب، فليس يخرج من كونه سؤال المعرفة، والسؤال للمعرفة قد يكون تارة للاستعلام، وتارة للتبكيت، وتارة لتعريف المسئول وتنبيهه، لا ليخبِر ويُعلم، وهذا ظاهر.
وعلى التبكيت قوله تعالى: {وإِذا الْموْءُودةُ سُئِلتْ}.
والسّؤال إِذا كان للتعريف تعدّى إِلى المفعول الثّانى تارة بنفسه، وتارة بالجارّ، نحو سألته كذا، وسألته عن كذا، وبكذا، ويعن أكثر نحو: {ويسْألُونك عنِ الرُّوحِ}.
وأمّا إِذا كان السّؤال لاستدعاءِ مالٍ فإِنّهُ يتعدّى بنفسه، وبمن؛ نحو قوله تعالى: {وإِذا سألْتُمُوهُنّ متاعا}، وقوله: {واسْألُواْ اللّه مِن فضْلِهِ}.
ويعبّر عن الفقير إِذا كان مستدعِيا لشيءٍ بالسّائل، نحو قوله: {وأمّا السّآئِل فلا تنْهرْ}.
والسّؤال ورد في القرآن على عشرين وجها:
الأوّل: سؤال التعجّب: {قالواْ أإِذا مِتْنا وكُنّا تُرابا}.
الثانى: سؤال الاسترشاد: {فاسْئلُواْ أهْل الذِّكْرِ}، {وسْئلْ منْ أرْسلْنا مِن قبْلِك}.
الثّالث: سؤال الاقتباس: {ما يعْبأُ بِكُمْ ربِّي لوْلا دُعآؤُكُمْ}.
الرّابع: سؤال الانبساط: {وما تِلْك بِيمِينِك يامُوسى}.
الخامس: سؤال العطاءِ والهِبة: {ربِّ هبْ لِي}.
السّادس: سؤال العوْن والنُّصْرة: {متى نصْرُ اللّهِ}.
السابع: سؤال الاستغاثة: {إِذْ تسْتغِيثُون ربّكُمْ}.
الثامن: سؤال الشفاءِ والنّجاة: {مسّنِي الضُّرُّ}.
التّاسع: سؤال الاستعانة: {ربِّ لا تذرْنِي فرْدا}.
العاشر: سؤال القُرْبة: {ربِّ ابْنِ لِي عِندك بيْتا فِي الْجنّةِ}.
الحادى عشر: سؤال العذاب والهلاك: {رّبِّ لا تذرْ على الأرْضِ}.
الثانى عشر: سؤال المغفرة: {ربّنا اغْفِرْ لِي}.
الثالث عشر: سؤال الاستماع للسائل والمحروم: {وأمّا السّآئِل فلا تنْهرْ}.
الرابع عشر: سؤال المعاودة والمراجعة لنوح: {فلا تسْئلْنِ ما ليْس لك بِهِ عِلْمٌ}، ولمحمّد صلى الله عليه وسلم: {لا تُسْألُ عنْ أصْحابِ الْجحِيمِ}، وللصّحابة: {لا تسْألُواْ عنْ أشْياء إِن تُبْد لكُمْ تسُؤْكُمْ}.
الخامس عشر: سؤال الطّلب وعرْض الحاجة: {يسْألُهُ من فِي السّماواتِ والأرْضِ}، {واسْألُواْ اللّه مِن فضْلِهِ}.
السادس عشر: سؤال المحاسبة والمناقشة: {فوربِّك لنسْألنّهُمْ}، {فلنسْألنّ الّذِين أُرْسِل إِليْهِمْ}.
السّابع عشر: سؤال المخاصمة: {عمّ يتساءلُون}، {وأقْبل بعْضُهُمْ على بعْضٍ يتساءلُون} أى يتخاصمون.
الثامن عشر: سؤال الإِجابة والاستجابة: {وإِذا سألك عِبادِي عنِّي}.
التّاسع عشر: سؤال التعنُّت: {ويسْألُونك عنِ الرُّوحِ}.
العشرون: سؤال الاستفتاءِ والمصلحة، وذلك على وجوه مختلفة:
تارة من حيْض العيال: {ويسْألُونك عنِ الْمحِيضِ}.
وتارة من نفقة الأموال: {يسْألُونك ماذا يُنْفِقُون}.
وتارة عن حكم الهلال: {يسْألُونك عنِ الأهِلّةِ}.
وتارة عن القيامة وما فيها من الأهوال: {يسْألُونك عنِ السّاعةِ}.
وتارة عن حال الجبال: {ويسْألُونك عنِ الْجِبالِ}.
وتارة عن الحرب والقتال: {يسْألُونك عنِ الشّهْرِ الْحرامِ}.
وتارة عن الحرام والحلال: {يسْألُونك ماذآ أُحِلّ لهُمْ}، {يسْألُونك عنِ الْخمْرِ والْميْسِرِ}.
وتارة عن اليتيم وإِصلاح ما لهُ من المال: {ويسْألُونك عنِ الْيتامى}.
وتارة عن الغنائم: {يسْألُونك عنِ الأنْفالِ}.
وتارة عن العذاب والنكال: {سأل سآئِلٌ بِعذابٍ واقِعٍ}.
وتارة عن العاقبة والمآل: {ثُمّ لتُسْألُنّ يوْمئِذٍ عنِ النّعِيمِ}.
وتارة عن المبالغة في الجدال {يسْألُونك كأنّك حفِيٌّ عنْها}.
وتارة عن كرم ذى الجلال: {وإِذا سألك عِبادِي عنِّي فإِنِّي قرِيبٌ}.
قال الشاعر:
إِذا كنت في بلد قاطنا ** وللعلم مقتبسا فسألِ

فإِن السّؤال شفاءُ العباد ** كما قيل في الزّمن الأوّل

.اهـ.

.تفسير الآيات (8- 18):

قوله تعالى: {يوْم تكُونُ السّماءُ كالْمُهْلِ (8) وتكُونُ الْجِبالُ كالْعِهْنِ (9) ولا يسْألُ حمِيمٌ حمِيما (10) يُبصّرُونهُمْ يودُّ الْمُجْرِمُ لوْ يفْتدِي مِنْ عذابِ يوْمِئِذٍ بِبنِيهِ (11) وصاحِبتِهِ وأخِيهِ (12) وفصِيلتِهِ الّتِي تُؤْوِيهِ (13) ومنْ فِي الْأرْضِ جمِيعا ثُمّ يُنْجِيهِ (14) كلّا إِنّها لظى (15) نزّاعة لِلشّوى (16) تدْعُو منْ أدْبر وتولّى (17) وجمع فأوْعى (18)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما ذكر عن هذا اليوم ما يبعث على السؤال عنه، استأنف بيانه مبينا عظمته فقال: {يوم} أي يقع حين {تكون السماء} أي التي هي أوثق ما تراه وأصلبه من عظم ما يقع فيه من الأهوال {كالمهل} أي الشيء المذاب من المعادن في مهل أو دردي الزيت {وتكون الجبال} التي هي أشد الأرض وأثقل ما فيها {كالعهن} أي الصوف المصبوغ ألوانا المنقوش، تطيره الريح كالهباء، وذلك لأن الجبال في أصلها متلونة كما قال تعالى: {ومن الجبال جدد وبيض وحمر} [فاطر: 27] الآية، قال البغوي: ولا يقال عهن إلا للمصبوغ، قال: وأول ما تتغير الجبال تصير رملا مهيلا ثم عهنا منفوشا ثم هباء منثورا- انتهى.
{ولا يسأل} من شدة الأهوال {حميم حميما} أي قريب في غاية القرب والصداقة قريبا مثله عن شيء من الأشياء لفرط الشواغل ولأنه قد كشف لهم أنه لا تغني نفس عن نفس شيئا، وأنه قد تقطعت الأسباب وتلاشت الأنساب لما كشف الابتلاء عن أنه لا عز إلا بالتقوى- هذا على قراءة الجماعة بفتح الياء وعلى قراءة ابن كثير بالبناء للمفعول المعنى أنه لا يطالب أحد بأحد كما بعض الحكام في الدنيا من أنه يلزم أقارب من قربه لأنه لا حاجة له بذلك، لأن القدرة محيطة بالكل على حد سواء.
ولما كان عدم السؤال قد يكون لعدم رؤية بعضهم بعضا لكثرة الجمع وشدة الزحام وتفرق الناس فيه على حسب مراتب أعمالهم، استأنف الجواب لمن كأنه يقول: لعل ذلك يترك لعدم رؤيتهم لهم؟ فقال دالا بالمجهول والتفعيل على عظمة ذلك التبصير وخروجه عن العادة جامعا لأن المقصود من الحميم الجنس والجمع أدل على عموم التبصير، قال البغوي: وليس في القيامة مخلوق إلا وهو نصب عين صاحبه من الجن والإنس- انتهى.
وكان حكمة ذلك أنه أدل على تقطع الأسباب فلا يسأل أحد منهم الآخر عن شيء من أمره لاشتغال كل بنفسه، فعدم السؤال لا للخفاء بل للاشتغال وهم كل إنسان بما عنده: {يبصرونهم} أي يبصرهم مبصر فلا يخفى أحد على أحد وإن بعد مكانه ويفر كل من الآخر لشغله بنفسه، ولما تناهى الإخبار بعظمة ذلك اليوم إلى حد لا تحتمله القلوب، ذكر نتيجة ذلك فقال مستأنفا: {يود} أي يتمنى ويشتهي {المجرم} أي هذا النوع سواء كان كافرا أو مسلما عاصيا علم أنه يعذب بعصيانه، وقيد به لأن المسلم الطائع يشفع فيمن أذن له فيه ولا يهمه شيء من ذلك، ودل على أن هذه الودادة مجرد تمن بقوله: {لو يفتدي} أي نفسه {من عذاب يومئذ} أي يوم إذ كانت هذه المخاوف بأعلق الناس بقلبه وأقربهم منه فضلا عن أن يسأل عن أحواله.
ولما كان السياق للافتداء، بدأ بأعزهم في ذلك بخلاف ما يأتي في عبس فقال: {ببنيه} لشدة ما يرى.
ولما ذكر ألصق الناس بالفؤاد وأعز من يلزمه لنصره والذب عنه، أتبعه ما يليه في الرتبة والمودة وما الافتداء به لاسيما عند العرب من أقبح العار فقال: {وصاحبته} أي زوجته التي يلزمه الذب عنها والكون دائما معها لكونها عديلة روحه في الدنيا.
ولما ذكر الصاحبة لما لها من تمام الوصلة، أتبعها الشقيق الذي لا يلزم من الذب عنه ما يلزم من الذب عن الحريم وربما كان مباينا، فقال: {وأخيه}.
ولما كان من بقي من الأقارب بعد ذلك متقاربين في الرتبة ذكر أقربهم فقال: {وفصيلته} أي عشيرته الذين هم أقرب من فصل عنه {التي تؤويه} أي تضمه إليها عند الشدائد وتحميه، لأنه أقرب الناس إليها وأعزهم عليها فهم أعظم الناس حقا عليه وأعزهم لديه.
ولما كانت هذه الآية في الفدية، قدم الأبعد عن ذلك فالأبعد من جهة النفع والمعرة.
ولما كانت آية عبس في الفرار والنفرة، قدم الألصق فالألصق، والأعلق في الأنس فالأعلق.
ولما خص هنا عم فقال: {ومن في الأرض} أي من الثقلين وغيرهم سواء كان فيهم صديق لا صبر عنه ولابد في كل حال منه أو لا.
ولما كان ربما خص ذلك بغيره، قال محققا لإرادة الحقيقة في معنى (من): {جميعا}.
ولما كان الإنسان تكشف له الأمور هناك أي كشف، وتظهر له أتم ظهور، قال تعالى: {فبصرك اليوم حديد} فيعلم أنه لا ينجيه من الخطايا المحيطة المحبطة شيء، دل على الاستبعاد بأداة البعد فقال عاطفا على {يفتدي}: {ثم ينجيه} أي ثم يود لو يكون له بذلك نجاة تتجدد له في وقت من الأوقات.
ولما كان هذا مما قد يطمع في النجاة، فإن بعض الناس يطبع على قلبه فيستغويه الأطماع حتى يعد المحال ممكنا، قال معبرا بمجمع الروادع والزواجر الصوادع: {كلا} أي ليكن للمجرم ردع أيّ ردع عن وداده هذا وترتب أثره عليه، فإن ذلك لا يكون أبدا بوجه من الوجوه.
ولما كان الإضمار قبل الذكر لتعظيم ذلك المضمر في المهيع الذي هو فيه، لأن ذلك إشارة إلى أنه مستحضر في الذهن لا يغيب أصلا لما للمقام عليه من عظيم الدلالة، قال بعد هذا الردع العظيم عن النجاة بل عن ودادة تمنيها: {إنها} أي النار التي هي سوط الملك المعد لمن عصاه، المهدد في هذا السياق بعذابها، المستولية عليه لتكونه سجنه: {لظى} أي ذات اللهب الخالص المتناهي في الحر يتلظى أي يتوقد فيأكل بسببه بعضها بعضا إن لم تجد ما تأكله وتأكل ما وجدته كائنا ما كان {نزاعة للشوى} أي هي شديدة النزع لجلود الرؤوس بليغته فما الظن بغيره من الجلد، وقال في القاموس: الشوى: اليدان والرجلان والأطراف وقحف الرأس وما كان غير مقتل- انتهى، وقيل: والجلد كله واللحم تنزع ذلك ثم يعود كما كان في الحال ليروا التعب الذي كانوا ينكرونه في أنفسهم في كل لحظة.
ولما كان الخلاص غير ممكن من الداعي القادر على الإحضار كنى عن إحضارها إياهم وجذبها لهم بقوله: {تدعوا} ويجوز أن يكون ذلك حقيقة فتقول في الدعاء في نفسها: إلى يا مشرك إلى يا منافق، ونحو ذلك ثم تلتقطهم التقاط الطير للحب {من} أي كل شخص {أدبر} أي من الجن والإنس أي من وقع منه إدبارهما من حقه الإقبال عليه سواء كان ذلك الإدبار عنها أو عن الأعمال التي من شأنها التنجية منها، ولما كان الإدبار قد يكون عن طبع غالب فيكون صاحبه في عداد من يعذر، بين أن الأمر ليس كذلك فقال: {وتولى} أي كلف فطرته الأول المستقيمة الإعراض عن أسباب النجاة.
ولما كانت الدنيا والآخرة ضرتين، فكان الإقبال على إحداهما دالا على الإعراض عن الأخرى، قال دالا على إدباره بقلبه: {وجمع} أي كل ما كان منسوبا إلى الدنيا.
ولما كانت العادة جارية بأن من كانت الدنيا أكبر همه كان همه بجمعه الاكتناز لا الإنفاق، سبب عن جمعه قوله: {فأوعى} أي جعل ما جمعه في وعاء وكنزه حرصا وطول أمل ولم يعط حق الله فيه، فكان همه الإيعاء لا إعطاء ما وجب من الحق إقبالا على الدنيا وإعراضا عن الآخرة. اهـ.